قصة القصيرة

قِصَّةُ الشَّمْعَةِ في عَهْدِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ

وَفَدَ على الخليفة عمر بن عبد العزيز رجل. فلما دخل الرجل، طلب عمر من غلامه أن يأتي بشمعة فأوقدها، وكان الوقت ليلا. جعل عمر يسأله عن أحوال أهل البلد والأعمال والأسعار والأبناء والفقراء، فأخبره الرجل بجميع ما علم من أمر تلك المملكة.

فلما فرغ عمر من مسألته، قال الرجل له: يا أمير المؤمنين، كيف أحوالك وعيالك؟ فأطفأ عمر الشمعة، وقال: يا غلام، عليَّ بسراجٍ. فأتى بفتيلة لا تكاد تضيء فعجب الرجل لإطفائه الشمعة، وقال: يا أمير المؤمنين، لماذا فعلت أمرًا حيَّرني؟ قال: وما هو؟ قال: إطفاؤك الشمعة عند الحديث عن مسألتي ومسألتك؟ قال: الشمعة التي أطفأتها هي من مال اللّه ومال المسلمين، وكنت أسألك عن أمرهم وحَوَائِجِهِمْ وهي موقدة، فلما سألت لشأْني وأمر عيالي أطفأت نار المسلمين!

تعليقات